عندما تنظر إلى عالم الرياضة اليوم لا بد أنك تلاحظ حجم التطور التكنولوجي الحاصل، وتلمس الفروقات العظيمة التي خلقت نسخ أفضل من الرياضيين المعاصرين في كل المستويات والجوانب، إن الثورة التكنولوجية لعبت دورا كبيرا في تحقيق تلك النقلة النوعية التي لا تزال مستمرة مع كل تطور يحدث ، فكيف غيرت التكنولوجيا ملامح الرياضة؟
المراقبة الذكية للأداء
التكنولوجيا وفرت قطع صغيرة وذكية تمكن المدربين من تتبع الأداء الرياضي وقياسه، إنها المستشعرات (sensors) والتي توضع على أجسام الرياضيين أو في الملابس الذكية والتي يتم من خلالها تتبع عملية التنفس ومعدل ضربات القلب ودرجة الحرارة للرياضي، وهي من أهم التقنيات التي ساعدت في تطوير تتبع الأداء الرياضي وجعله أكثر دقة، إضافة إلى نظام تتبع المواقع العالمي GPS الذي تم دمجه مع الليزر لقياس الموضع الدقيق للرياضيين والمسافة والسرعة والتسارع، كل هذه التقنيات ساعدت المدربين على تكوين صورة أفضل عن رياضي فريقهم وامتلاكهم معلومات دقيقة و واضحة تعمل على تحسين أدائهم بضغط أقل ووقت وجهد أقل ودقة أكبر الآن يمكن للمدربين قراءة المقاييس الحية وتحديد الوقت المناسب للراحة أو التمدد أو التدريب بقوة أكبر.
أداء حركي متقن
التكنولوجيا كونت لدى الرياضيين معرفة أكبر حول أدائهم الرياضي، تلك المعرفة شكلت فارق عظيم بأدائهم خصوصا في المباريات والمسابقات الرسمية، على سبيل المثال لا الحصر السباحون والغواصون قاموا بتكييف أجهزة الاستشعار في ممارساتهم عند السباحة أو الغوص، تلك المستشعرات المستخدمة تقيس بدقة أعلى من المقاييس الاعتيادية، الحركات التي يؤدونها مثل سرعة الدوران وزاوية الغوص وحركة الساق والديناميكا المائية. تعتبر مراقبة مثل هذه الحركات إنجاز كبير لأنها تسمح للمدربين بمساعدة الرياضيين على إتقان حركاتهم.
تواصل أكثر فعالية
منصات التواصل الاجتماعي أيضًا كان لها تأثير على عالم الرياضة كما المجالات الأخرى، فمنصة مثل اليوتيوب مثلًا مكنت الرياضيين من الحصول على العديد من التدريبات ولعب الألعاب ومشاركتها بنفس السرعة عبر YouTube. وأصبح بإمكان المدربين تعزيز التعليم من خلال مشاهدة الأفلام أو مناقشة المباريات، كما امكن للرياضيين والمدربين تحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو الضرورية أثناء التمرين أو في وقتهم الخاص، وقد تم تعزيز التواصل بين المدربين والفريق بطريقة ذكية من خلال المواقع والتطبيقات الخاصة بهم والتي تمكنهم من مراقبة أدائهم الرياضي أو التزامهم بنظامهم الغذائي وتقييمهم ووضع الملاحظات وتشجعيهم، بالوقت نفسه يبقى الرياضيون يشعرون بمسؤولية شخصية تجاه مدربيهم في هذه المنصات.
إصابات أقل بكثير
المراقبة الذكية والأداء الأكثر اتقانًا والتواصل الأكثر فعالية هم أول ثلاث نقاط تحدثنا عنهم كأثر التكنولوجيا على عالم الرياضة، وإن هذه النقاط مجتمعة أدت إلى نتيجة فائقة الأهمية وهي تقليل الإصابات وتوقعها بشكل أكبر، وإمكانية تحديدها في وقت مبكر، إن إمكانية تتبع الأداء وإتقان الحركات وتعزيز الاتصال خلقت بيئات أقل عرضة للإصابة وأكثر حذرًا لأن تلك البرامج تساعد المدربين على إدارة التدريب و مراقبة جميع جوانبه بدءًا من النظام الغذائي وصولًا للطاقة والنوم، كل هذه المعلومات تمكن المدربون من تحديد الممارسات الفردية للرياضيين وبالتالي الحصول على أفضل النتائج ومنع المسببات التي يفعلها الرياضيين بأنفسهم.
علوم رياضية دقيقة
مع التقدم التكنولوجي الحاصل في العصر الحالي أصبحت المعرفة العلمية اللازمة لجوانب التدريب ضرورية لكل منشأة رياضية أو مدرب أو لاعب، بحيث أصبحوا يرون الأحداث من جانبها العلمي سواء الجانب النفسي أو العصبي أو الجسدي، أصبح وجود طبيب أو مختص أو حتى فريق أطباء في الأندية شيء ضروري لتسهيل عملية التدريب وجعلها أكثر جودة وفهمًا وتأثيرًا، كما أن العلوم الرياضية ساهمت أيضا في تقليل الإصابات التي كانت قد تنهي الحياة الرياضية لنجوم كبار، أو تسرق بداية ناشئ على طريق العالمية والمنافسة.
ملابس أكثر ملائمة
التكنولوجيا أثرت في الطريقة التي يمكننا من خلالها تصميم الملابس والمعدات الرياضية، بدءًا من الأحذية والزي الرسمي، القفازات والخوذات والوسادات وصولاً إلى أهم المعدات الرياضية التي أصبحت الآن أكثر تقنية وأفضل أداءً، إن تحسين الملابس الرياضية أصبح ضروريًا لتحسين الأداء ومواكبة صناعة الرياضة التي يعتبر فيها الفوز أو الخسارة مسألة ثوانٍ معدودة، بفضل التطور في صناعة الألبسة الرياضية أصبح الرياضيّون أكثر حرية في حركتهم وأكثر قدرة على تحقيق أداء أعلى دون أن يكونوا مقيّدين بالملابس التي يرتدونها.