في الماضي كان التدريب الرياضي يتطلب أوراقًا مكثفة وجهدًا بعد الممارسة من المدرب والفرد الرياضي، حيث أثناء ممارسة الرياضي تم أخذ الملاحظات ومقاطع الفيديو، ثم تجميعها في مخططات ورسوم بيانية تمثل أداء ذلك الرياضي، حيث أن بعد التمرين سيعمل المدرب والرياضي معًا لمناقشة الأوجاع والآلام والأفكار حول الحركات الجسدية التي حدثت قبل ذلك بكثير، حيث كان هذا النظام مرهقًا لكنه نجح بقدر ما يعرف الرياضيون والمدربون، فكان ذلك حتى أحدثت التكنولوجيا الحديثة ثورة في مجال التدريب الرياضي.
وكان للتقدم التكنولوجي تأثير عميق على الرياضة، بما في ذلك تحليل الأداء الرياضي للاعبين الرياضيين وتمكين المدربين من تحسين جودة التغذية الراجعة للاعبين الرياضيين بشكل كبير، وزيادة الدقة في قياسات الوقت للأداء الرياضي، وبالإضافة إلى تمكين الحكام والحكام والمسؤولين الرياضيين من اتخاذ قرارات أفضل بشأن مخالفات القواعد، وأيضاً تحسينات في تصميم المعدات والملابس الرياضية، وتزويد المتفرجين بمشاهدة أفضل للأداء الرياضي.
حيث أصبحت التكنولوجيا المتقدمة أصغر حجمًا وأكثر مرونة وأقل عبئًا على مدار السنوات الأخيرة؛ ممّا يمهّد الطريق لفرص جديدة خاصةً في ألعاب القوى، حيث يرتدي الرياضيون الآن أجهزة استشعار تنقل المعلومات في الوقت الفعلي إلى الجهاز اللوحي للمدرب ويحدد نظام تحديد المواقع العالمي الحركة بدقة، وتحافظ الهواتف الذكية على مواكبة التطور ويمكن للتقنيات التي يمكن ارتداؤها منع الإصابات، كما أن مقارنة باللوحات البيضاء ومراجعات ما بعد الممارسة زادت التكنولوجيا بشكل كبير من الإمكانات الرياضية.
كما أحدثت التكنولوجيا ثورة في التدريب الرياضي من خلال عروض التتبع الحية وإتقان الحركات الرياضية، وبالإضافة إلى تعزيز التواصل والقضاء على الإصابات تقريبًا، فإن منصة القوة هي جهاز يوضع تحت أقدام الرياضي ويقيس “قوة رد الفعل على الأرض”، حيث أن هذا مفيد في الرياضات مثل رفع الأثقال ويتيح قياس القوة والتسارع خلال أداء الرياضي للرفع، حيث من الغريب أن قياس القوة يرجع إلى التغيير الضئيل في خصائص البلورات التي ترتكز عليها المنصة.
كما أصبحت كاميرا الفيديو شائعة في الثمانينيات، وقدمت للمدربين الرياضيين طريقة لالتقاط وتحليل الأداء الرياضي بشكل لم يسبق له مثيل، حيث ربما تكون كاميرا الفيديو هي أهم تطور في مجال التدريب في العصر الحديث للرياضة، حيث يتم استخدام التوقيت الإلكتروني الذي يتم التحكم فيه بواسطة أجهزة الكمبيوتر؛ لقياس أوقات أداء الرياضيين في العديد من الألعاب الرياضية بما في ذلك ألعاب القوى وركوب الدراجات والتزلج، ففي حالة ألعاب القوى يقيس التوقيت الإلكتروني أيضًا وقت رد فعل الرياضي على مسدس البدء في حالة تحرك اللاعب مبكرًا في الكتل.
تطبيقات التكنولوجيا في التدريب الرياضي:
التطبيق الأول (نظام تتبع الأداء):
حيث يقصد به أنه يتم باستخدام المستشعرات الموضوعة على الجسم اللاعب الرياضي أو في الملابس الذكية، حيث يمكن للمدربين الرياضيين قياس الأداء وتتبعه في الوقت الفعلي، كما يمكن قياس أي شيء يتعلق بالرياضي تقريبًا، بدايةً من التنفس اللاعب ومعدل ضربات القلب إلى الترطيب ودرجة الحرارة. كما يمكن أن تساعد هذه المقاييس الحية المدرب في تحديد الجوانب التي يحتاجها كل رياضي للتركيز عليها أكثر، حيث أن الأفراد الرياضيون فريدون ويمكن لقياسات الأداء الفردي في الوقت الفعلي أن تحدد خط أساس أكثر دقة ودقة، فإن أثناء التدريب يمكن للمدربين قراءة المقاييس الحية وتحديد الوقت المناسب للراحة أو التمدد أو التدريب بقوة أكبر. حيث تم دمج الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي في جوانب مختلفة من عالم التدريب الرياضي؛ وذلك بدلاً من الاعتماد على الأوقات والانقسامات يمكن للمدربين قياس الوضع الدقيق والمسافة والسرعة والتسارع للرياضيين، لفهم أفضل للمكان الذي يمكنهم تحسينه، ممّا يؤدي ذلك إلى تحديد البيانات الأكثر تعقيدًا إلى تحسين الأداء مع ضغط أقل وفرصة للإصابة.
التطبيق الثاني (إتقان الحركات الرياضية):
شاهد الكثير من علماء علم الرياضة التغير التكنولوجي وتقدم الرياضات نحو الأفضل، حيث يدعون أن التكنولوجيا الرياضية متقدمة للغاية بحيث يمكنها إنشاء “رمز رقمي” للفوز بالميدالية الذهبية؛ أي بمعنى أن البيانات التي يتم جمعها ومقارنتها يمكن أن تترجم في النهاية إلى أداء ميدالية ذهبية، حيث زادت التكنولوجيا من براعة الرياضي لمجرد أنها تضخم الإجراءات والأحداث المتعلقة بالأداء التي لم تكن مرئية من قبل. فعلى سبيل المثال يمكن لراكبي الدراجات ارتداء نظارات العرض الرأسية التي تقدم معلومات عن معدل ضربات القلب والسرعة والانحدار، وغيرها من المعلومات ذات الصلة عن ركوب الدراجات بشكل لا تشوبه شائبة، حيث يمكنها أن تساعد مثل هذه المقاييس الدراج على التركيز والتحسين؛ وذلك لأنه يمكنهم إجراء تعديلات في منتصف الركوب. كما يشارك السباحون والغواصون في رياضة فنية للغاية وقاموا بتكييف أجهزة الاستشعار في ممارساتهم أيضًا، حيث عند السباحة أو الغوص تقيس المستشعرات أكثر من مقاييس الوقت والجهد المعتادة، فإنهم يرسمون حركات مثل سرعة الدوران وزاوية الغوص وحركة الساق والديناميكا المائية، كما تعتبر مراقبة مثل هذه الحركات رائدة، وبالإضافة أنهم تسمح للمدربين بمساعدة الرياضيين على إتقان حركاتهم، حيث أنهم قد يخرجون فقط أجزاء من الثانية من أدائهم، ولكن يمكن أن يكون جزء من الثانية في السباق هو الفارق.
التطبيق الثالث (تعزيز التواصل):
حيث عززت تطبيقات مثل يوتيوب التواصل أثناء التدريب، حيث يمكن لأي شخص العثور على ساعات لا حصر لها من التدريبات ولعب الألعاب ومشاركتها بنفس السرعة عبر يوتيوب، ولكي يتم تعزيز التعليم الرياضي من خلال مشاهدة الأفلام أو مناقشة المسرحيات، يمكن للرياضيين والمدربين تحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو الضرورية أثناء التمرين أو في وقتهم الخاص.
التطبيق الرابع (القضاء على الإصابات):
ربما يكون أهم نتيجة ثانوية للتكنولوجيا في التدريب الرياضي هو أن الإصابات قد انخفضت بشدة، ويمكن الآن تحديدها في وقت مبكر، حيث أن تتبع الأداء وإتقان الحركات وتعزيز الاتصال ليست فوائد فقط؛ فهي تساعد في الواقع على خلق بيئات أقل عرضة للإصابة، كما يمكن أن تساعد برامج إدارة التدريب المدربين والمدربين في مراقبة جميع جوانب التدريب (النظام الغذائي والطاقة والنوم).
فعندما يتمكن المدربون من تحديد الممارسات الفردية للحصول على أفضل النتائج، فإنهم يمنعون التعب والإصابات التي يصنعونها بأنفسهم، وإلى جانب المتغيرات الخارجية التي لا يمكن حسابها قد يشهد المستقبل يومًا ما ألعاب القوى الخالية من الإصابات. علاقة التكنولوجيا بالتحكيم الرياضي: في السنوات الأخيرة ازداد استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكام والحكام في صنع القرار على أرض الواقع، حيث أدت القرارات الخلافية والتصوير بالفيديو الخاطئ إلى أن استخدام تقنية الفيديو في صنع القرار في الميدان ظل قيد التدقيق، ففي الوقت نفسه ستظهر تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في إدارة مختلف الأنشطة الرياضية، حيث أن الهدف من هذه التكنولوجيا هو تحسين الآراء المتاحة لصناع القرار لتمكينهم من اتخاذ قرارات أكثر دقة. كما كان استخدام تقنية الفيديو لمساعدة صانعي القرار في الميدان أمرًا شائعًا في البطولات الرياضية في أمريكا الشمالية منذ أوائل التسعينيات، حيث تم السماح لحكام التنس باستخدام تقنية الفيديو منذ عام 2006 وحكام لعبة الكريكت منذ عام 2009، كما يستخدم مقدمو هذه التكنولوجيا نظامًا محوسبًا لتثبيت لقطات الفيديو والبيانات من كاميرات متعددة؛ لإنشاء تمثيل ثلاثي الأبعاد لمسار الكرة. وتاريخيًا كان القرار الذي يتخذه حكم أو حكم في الميدان يعتبر غير قابل للتقاضي، حيث أن هذا يعني أن هيئة الاستئناف خارج الملعب لن يكون لها اختصاص للتدخل في القرارات المتخذة في مجال اللعب.
حيث كان للأساس المنطقي أسباب متعددة، وهي أن القرارات الرياضية الأفضل يتخذها أصحاب الخبرة المتخصصة وليس القضاة، ولا ينبغي أن تتوقف هذه الرياضة باستمرار، وبالإضافة إلى أن هناك ذاتية متأصلة في صنع القرار أثناء اللعب، وأن قبول الاختصاص سيفتح الباب على مصراعيه وأن أي قرارات خارج الملعب تتخطى القرارات على أرض الملعب ستؤدي إلى صعوبات كبيرة في الفصل في النتائج الرياضية. حيث يتم تعيين الحكام والحكام في الرياضة لتحديد نتيجة السياق الرياضي بشكل مستقل، وهناك افتراض بأن القرارات التي يتخذها هؤلاء الأفراد يتم اتخاذها بأمانة، فإن لم تكن صحيحة دائمًا يتم استخدام تقنية الفيديو للمساعدة في زيادة دقة اتخاذ القرار، ولذلك من الضروري أن تكون أي أنظمة تقنية فيديو تستخدمها رياضة لهذا الغرض موثوقة ودقيقة، حيث أن الموثوقية والدقة ستساهم في نهائية ومصداقية المسابقات الرياضية، وسيؤدي عدم الموثوقية وعدم الدقة إلى عكس ذلك. كما أن التطور التكنولوجي يعزز اللعبة العادلة، كما استفاد الحكام والحكام بشكل كبير من التكنولوجيا، حيث قبل التدخلات التكنولوجية تم إلقاء اللوم على الحكام لتفضيلهم فريقًا على الآخر بسبب مكالمة سيئة، كما ساعد إدخال الإعدادات الفورية الحكام على إلقاء نظرة فاحصة على أي حدث قبل اتخاذ القرار، حيث تصدّر حكم مساعد الفيديو عناوين الأخبار مؤخرًا، فعلى سبيل المثال تم إدخال التكنولوجيا في كرة القدم لتمكين الحكام من اتخاذ قرارات أكثر دقة.
فعلى الرغم من وجود بعض الخلافات يسمح حكم الفيديو المساعد لحكم المباراة بإلقاء نظرة ثانية على الأحداث لإجراء المكالمة الأكثر دقة، حيث عادةً ما يساعد في منح العقوبات والبطاقات الحمراء وتقرير ما إذا كان اللاعب متخلفًا أم لا.