مقالات مشابهة
بعدما كانت في الواجهة في مطلع الألفية الجديدة وتنافس بعدد كبير من العدائين في المحافل الدولية، يقتصر ظهور ألعاب القوى السعودية في بطولة العالم في يوجين الأميركية على مشاركة خجولة بعداءين بينهما حضور نسائي تاريخي للمرة الأولى في مونديال أم الألعاب.
أبلت ألعاب القوى السعودية البلاء الحسن أواخر القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة أبرزها تتويج العداء سعد شداد الأسمري بالميدالية البرونزية في سباق 3 ألاف م موانع في مونديال 1995 في جوتبورج السويدية، وهي الوحيدة لأم الألعاب السعودية في المونديال، إلى جانب الميدالية الفضية للعداء هادي صوعان في سباق 400 م حواجز في أولمبياد سيدني عام 2000.
لكنها شهدت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، حتى أن عدد ممثليها في المنافسات الدولية والعالمية تضاءل على غرار النسخة الثامنة عشرة للمونديال التي تم تأجيلها نحو 11 شهراً، لتعارضها مع أولمبياد طوكيو المؤجل بسبب جائحة كورونا.
ضمن ثلاثة عدائين فقط تواجدهم في العرس العالمي الأميركي هم ياسمين عمرو الدباغ ولاعبا القفز بالزانة حسين عاصم آل حزام ومازن الياسين الذي تعذرت مشاركته بسبب الإصابة التي تعرض لها مؤخراً وعدم القدرة على تأهيله نظراً لضيق الوقت.
ويأمل الجيل الجديد لألعاب القوى السعودية في السير على خطى من سبقه، ويسجل نجاحات جديدة تضاف للنجاحات السابقة التي حققها الجيل الأول عربيا وخليجيا وقاريا وعالميا، إضافة إلى اللقاءات الدولية التي شهدت بروز الواثب حسين السبع ومخلد العتيبي على سبيل المثال لا الحصر.
وتأهل آل حزام بين 32 واثبا وكان ترتيبه حتى موعد انتهاء فترة التأهيل 29 في قائمة المتأهلين في 26 يونيو، وبذل جهداً خرافياً خلال اللقاءات الدولية والمسابقات الخارجية، وقدم مستويات لافتة، أهلته للتواجد في البطولة العالمية.
واكتسب آل حزام البالغ من العمر 24 عاماً، الخبرة من خلال مشاركته في بطولة ألعاب القوى للجامعات الأميركية حيث يقيم ويتدرب، إلى جانب مشواره المميز الذي بدأه مبكراً سيطر من خلاله على الرقمين القياسيين المحلي والعربي 5.70 م.
ويسعى آل حزام الذي سجل 5.61 م في دورة الألعاب الخليجية التي استضافتها الكويت في شهر مايو الماضي محققا الميدالية الذهبية، إلى الظهور بصورة مشرفة، يضيفها إلى الانجازات الآسيوية والعربية التي حققها على مستوى الشباب والكبار في مشاركاته السابقة.
ويشكل حضور آل حزام إنجازا في حد ذاته للمشاركة السعودية بحكم المسابقة التي سيخوض غمارها وهي القفز بالزانة حيث ستكون المرة الأولى التي يتنافس فيها بطل سعودي في هذه المسابقة عالميا.
واقتصرت مشاركات القوى السعودية في بطولات العالم السابقة على سباقات المضمار المتوسطة والطويلة، والرمي والوثب الطويل والثلاثي، لكن النسخة الحالية ستشهد مشاركة آل حزام في مسابقة القفز بالزانة، للمرة الأولى، وكأول سعودي يتأهل لهذه المسابقة في بطولات العالم.
– الدباغ في المونديال بعد الأولمبياد
فبعد دورات الألعاب الأولمبية في لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020، تسجل المرأة السعودية حضورا تاريخيا من خلال مشاركة العداءة ياسمين عمرو الدباغ في نسخته الثامنة عشرة في يوجين بولاية أوريجون الأميركية في الفترة بين 15 و24 يوليو الحالي.
وهي ثاني مشاركة للدباغ في التظاهرات الدولية بعد أولمبياد طوكيو الصيف الماضي عندما شاركت في سباق 100 م وخرجت من التصفيات بحلولها تاسعة في سلسلتها بزمن 13.34 ثانية، قبل أن تحطم رقمها القياسي الشخصي في دورة الألعاب الخليجية في مايو الماضي، عندما حلت في المرتبة الخامسة مسجلة رقماً قدره 12.90 ثانية.
كانت الدباغ كرست تواجد المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية باعتبارها سادس رياضية تخوض غمارها بعد العداءة سارة عطار ولاعبة الجودو وجدان شهرخاني اللتين شاركتا في أولمبياد لندن، وعطار ولاعبة المبارزة لبنى العمير والعداءة كاريمان أبو الجدايل ولاعبة الجودو جود فهمي في ريو دي جانيرو.
اقتصر التواجد الرياضي في التظاهرات العربية والعالمية والأولمبية على الرجال فقط قبل أن يظهر الجنس اللطيف للمرة الأولى في المحافل الكبرى في دورة الالعاب الأولمبية في لندن عام 2012.
وقتها خضعت السعودية ودول أخرى كانت مشاركاتها تشهد غياب الجنس اللطيف مثل قطر وبروناي، لضغوطات اللجنة الأولمبية الدولية التي أصدرت قانونا قبلها بأعوام يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها إشراك رياضية واحدة على الأقل (كوتا نسائية) في الدورات الاولمبية تماشيا مع الميثاق الاولمبي.