حدد الدكتور محمد فضل الله المستشار الاستراتيجي الرياضي الدولي ٩ عوامل تساعد فى تجديد خطاب التحليل الرياضى فى الكرة المصرية.
قال الدكتور محمد فضل الله عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم ، المقامة حالياً فى الكاميرون أثبتت بما يدع مجالاً للشك ، إلى أننا فى حاجه إلى وقفة جاده مع كثير مما يقال فى بعض استوديوهات التحليل الرياضى ذات العلاقة بكرة القدم بصفة عامة ومباريات منتخب مصر بصفة خاصة .
تلك الوقفة تتمثل فى حتمية وضع محددات مهنية تضبط الأداء الاعلامى المرتبط بالتحليل الرياضى لكرة القدم المصرية ، فالنقد غير المهنى وغير الاعلامى والأساليب والمصطلحات التى تقال وتطرح فى بعض الاستديوهات ،وتمثل نقداً لمدرب او للاعب تحتاج الى إعادة تصحيح لمفاهيم والرؤي فى المستقبل القادم تلك المحددات تكمن فى ان نؤمن بالآتى:
أولا- ان الاعلام واحد من مرتكزين أثنين فقط ، اجتمعت عليهم كل الاستراتيجيات الحديثة فى العالم والتى تستهدف تعزيز الثقافة المجتمعية فى الدول ، وذلك بجانب مرتكز المقررات الدراسية فى مراحل التعليم المدرسى ، الامر الذى يؤكد على قيمة الاعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعى، فليس كل من لعب كرة القدم يصلح ان يواجه الاعلام باراءه وافكاره ، وليس بعيدا علينا تصريحات رئيس الإتحاد الكاميرونى والذى يعد احد اهم وابرز نجوم كرة القدم الأفريقية ، وليس كل من يجيد الكلام يصلح ان يكون محللا رياضياً ، فالتحليل علم وفكر وممارسة.
ثانيا :- كرة القدم من الجوانب المؤثرة فى التركيبة الثقافية للشعب المصرى ، الامر الذى يُلزمنا بتأسيس جهات او مؤسسات مهنية تشرف على ما يقال من تصريحات وآراء فى بعض استوديوهات تحليل كرة القدم المصرية ، تلك الاستوديوهات التى من المفترض أن تكون منارة للايجابية، ونشر للصوره الذهنية التى تليق بالدولة المصرية ، فما شاهدناه من تصريحات للملهم والنجم الكبير محمد صلاح ، والتى لم يفهم معناها بعض مقدمى البرامج فى مصر كانت بمثابة الدافع الكبير نحو الوصول للنهائي، كانت أكبر دليل على الاشكاليات التى يبرزها خطاب التحليل الرياضى المرتبط بكرة القدم المصرية.
ثالثا :- يجب أن ندرك ان الرياضة بصفة عامه وكرة القدم بصفة خاصة ترتبط بفلسفة التحليل المبنى على النظم العلمية والمهنية ، وليس فلسفة النقد ، لأن الرياضة لها محددات كثيرة ومتشعبه ترتبط بالأداء البدنى والفنى والنفسي والخطط التكتيكيه والكثير من المتغيرات ….إلخ.
فقضية الخلط الكبير بين النقد والتحليل واحده من اهم الاشكاليات التى واجهت المنتخب المصرى فى هذه البطولة ، فقد رأينا أراء تطالب بتغيير المدرب فى منتصف البطولة وآراء تطالب بانضمام لاعبين لانديتهم وترك المنتخب نظرا لانهم لا يلعبون ، وكثير من الاراء التى تدخل فى حيز النقد وعدم المهنية والموضوعية وليس التحليل
رابعا :- يجب أن نؤمن بأن التحليل الرياضى هو ثقافة مهنية وخبرات تتراكم مع الوقت واعداد علمى قوى ، فاى منطق يقول أن يكون شخص بالأمس لاعبا وبعد يوم من اعتزاله يصبح محللاً لاداء رياضى ، واى منطق يقول أن نجلس لساعات نتحدث عن استنتاجات ليس لها علاقة بالواقع الذى لا يعلمه سوى الجهاز الفنى واللاعبين دون علم ودرايه كامله ، ونسمع لعبارات والفاظ لا تتعلق بنظم التحليل الرياضى ، وان من يقيمون لم يصلوا الى ١٠% ممن يمارسون ، ثم نريد بعد ذلك تشكيل ثقافة جيل يقوم على التسامح والقيم والأخلاق والاحتراف .
خامسا :- يجب أن ندرك ان الرياضة الأصل فيها تكمن فى كونها رسالة سامية واخلاقية تسمو فيها قيم التنافس الشريف والمهنية والاحترافية عن اى قيم أخرى
سادسا :- يجب أن ندرك ان الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة هى واحدة من اهم مرتكزات تصدير الصورة الذهنية عن قيمة الدولة ، ولعل مشهد محمد صلاح اللاعب الفذ بعد كل مباراة يفوز بها المنتخب المصري، الذى يذهب فيه الى المنافس المهزوم ليصافحه هى أكبر دليل على لاعب أتقن مقومات تصدير الصورة الذهنية ذات القيمة العالمية عن الدولة المصرية
سابعا :- الكثير من برامج التحليل الرياضى تحتاج الى إعادة الهيكلة المهنية والاحترافية ، وتحتاج إلى إعادة تقييم المحتوى الاعلامى الذى يتم تقديمه ، تحتاج الى اشراف مهنى متخصص ، يستهدف تعزيز الدوافع الرياضية ونشر القيم الرياضية وترسيخ للثقافة المجتمعية ،
ثامناً :- يجب أن نتعلم جميعا ان الرياضة المكسب فيها يتحقق باحترام الوقت ، فالمباراة تنتهى ب ٩٠ دقيقه ، والبطولات تنتهى بآخر مباراة فيها ، فاى حوارات استباقية لا تقوم على أسس موضوعية هى مضيعة للوقت واشغال لمحتوى لايتسهدف الا ” التريند واللايكات…إلخ ”
تاسعاً :- بطولة الأمم الأفريقية أثبتت ان مصر وأبنائها كبار ، وان العالم يهابهم ويحترمهم ، هذا الامر يدفعنا ان ندرك بحق تلك القيمة ونراجع مايقال فى استوديوهات التحليل الرياضية