بمجرد توجيه لمسة إلى المنافس، وقبل حتى إعلان انتهاء المباراة، طار المصري محمد السيد عاليا وبدا وكأنه يتحدى الجاذبية الأرضية بعدة قفزات هائلة وسط فرحة هستيرية، قبل أن يستقر أخيرا على الأرض ويحتفل على طريقة كريستيانو رونالدو أيقونة كرة القدم والهداف التاريخي للمنتخبات بعد ضمان الحصول على أول ميدالية لبلاده في أولمبياد باريس.
وكافح السيد بعدما بدا أنه على وشك الخسارة حيث كان يتأخر بنتيجة 7-5 قبل 41 ثانية من النهاية، لكنه أدرك التعادل في الثواني الأخيرة.
واعتقد السيد بعدها بقليل أنه انتزع الميدالية البرونزية، لكن بعد مراجعة عبر تقنية الفيديو، تقرر إلغاء النقطة، بيد أن بطل مصر حافظ على رباطة جأشه وحقق الفوز 8-7، واحتفل للمرة الثانية، قبل حتى احتساب النقطة. وتوقف احتفال السيد قليلا خلال مراجعة اللقطة، قبل أن يحتفل مجددا بعد إعلان فوزه.
وقال السيد عقب الانتصار في مقابلة تلفزيونية “في اللمسة الأولى قال (الحكم) حدث تلامس مع المنافس لكن هذا لم يحدث والأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة ويجب التعايش مع ذلك. من يفوز في النهاية يكون لديه الثبات الأكبر وكنت محظوظا أن أكون هذا الشخص اليوم وأحصل على ميدالية”.
وأكد البطل المصري، الذي أعلن سابقا أن قدوته في الرياضة هو رونالدو قائد البرتغال والهداف التاريخي لريال مدريد وكذلك نجم كرة السلة الراحل كوبي برايانت أنه احتفل على طريقة كريستيانو بسبب حبه لهذا اللاعب الأسطورة.
وقال السيد الذي بلغ دور الثمانية في أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات “كنت عملت هذا الاحتفال في طوكيو وعمل ضجة وأنا أحبه والاحتفال يأتي بشكل تلقائي وأحببت أن أفعله وتنتابني مشاعر جميلة عندما أفعله. الجمهور الفرنسي لم يتفاعل معي كثيرا ويبدو أنه لم يكن يحبني”.
وربما لم يكن السيد المصنف العاشر مرشحا بنفس قدر مواطنه زياد السيسي المصنف الأول عالميا والذي بلغ أيضا قبل النهائي في منافسات السيف العربي قبل أن يتعرض للهزيمة في الدور قبل النهائي ثم يخسر في مباراة تحديد صاحب البرونزية مساء السبت.
لكن والد السيد، وهو مدربه في الوقت ذاته، قال إن حلم التتويج بميدالية أولمبية كان موضوعيا ومنطقيا.
وقال السيد سامي والد البطل الفائز إن ابنه محمد هو المصنف الأول في مصر على مدار سنوات، كما نال العديد من الألقاب القارية والإقليمية ومنها ذهبية ألعاب البحر المتوسط في وهران عام 2022.
وأضاف أثناء احتضان ابنه “هذا تعب سنين. نحن متحصنون بالعلم في الخطط التدريبية وهناك منظومة كاملة تتعاون والحمد لله حضرنا إلى هذه البطولة وهدفنا الفوز بالذهب وكنا نملك إصرارا كبيرا”.
ويبدو بالفعل أن هذه الميدالية لم تكن بضربة حظ.
وكتب السيد على مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهرين إلى جانب صورة تظهره أمام برج إيفل في باريس “أرى أن الحلم يقترب”.
وبعد التتويج مباشرة لجأ السيد إلى صفحته على فيسبوك وبدا وكأنه لا يزال لم يصدق بعد فوزه وكتب “هل حدث ذلك؟ ميدالية أولمبية؟ الحمد لله الحمد لله الحمد لله”.
ولا يزال السيد يملك فرصة لإضافة ميدالية جديدة في باريس، حيث سيلعب مع الفريق المصري في منافسات الفرق لسيف المبارزة يوم الجمعة المقبل وستكون البداية أمام فرنسا صاحبة الأرض.