تعد المواهب الرياضية والفنية والثقافية مصدرًا هامًا للطاقة والإبداع في المجتمع، وتمثل المستقبل في عالم متغير يتطلب الابتكار والتفكير المبدع. ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الدولة المصرية والاتحادات الرياضية والأكاديميات الوطنية إلى توفير الدعم والرعاية لتلك المواهب وتنميتها وتطويرها.
وفي إطار هذا السياق، أعلنت الأكاديمية الوطنية للتدريب عن إطلاق “المبادرة الرئاسية لرعاية الموهوبين”، وهي مبادرة تهدف إلى احتضان كافة المواهب الرياضية والفنية والثقافية في مصر، وتطويرها وتنميتها بما يساهم في تحقيق التقدم والتنمية في المجتمع المصري.
ولأن الاتحادات الرياضية في مصر تعد جزءًا هامًا من المجتمع الرياضي، لذلك ينبغي عليها أن تلعب دورًا رئيسيًا في دعم هذه المبادرة الرئاسية وتعزيزها بالبيانات والإحصائيات الخاصة باللاعبين الموهوبين الذين يحتاجون للرعاية، وهو ما أكده المهندس شريف العريان، الأمين العام للجنة الأولمبية المصرية، ورئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث، نائب رئيس الاتحاد الدولي. وقال إن إطلاق “المبادرة الرئاسية لرعاية الموهوبين”، شيء رائع، فهي مبادرة مهمة جدا لتوفير الدعم المناسب للموهوبين في مصر مما يساعد في تنمية قدراتهم.
وأكد المهندس شريف العريان، أن دعم المواهب يعد من أهم أشكال الاستثمار في رأس المال البشري، حيث يساهم في تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع ويعزز الانتماء الوطني.
ويشير المهندس شريف العريان، إلى أن الأكاديمية الوطنية للتدريب سوف تعمل بشكل مشترك مع وزارة الشباب والرياضة وشركات الرعاية والاتحادات الرياضية لتحقيق الهدف من المبادرة وهو دعم المواهب وحل المشكلات التي قد تواجههم.
وأشار العريان إلى أن دعم الرئيس السيسي للرياضيين في مختلف الألعاب بات ملحوظًا للجميع بتكريم الأبطال الرياضيين لتحفيزهم على تحقيق النجاحات بشكل مستمر، مما يعكس الاهتمام الكبير للدولة المصرية بالموهوبين.
وأضاف العريان، أن مصر تعيش طفرة كبيرة في مختلف الألعاب الرياضية، وقد بدأت الدولة في هذا الاهتمام منذ عدة أعوام، وكان نتاجه مضاعفة عدد الميداليات الأولمبية التي حققتها البعثة المصرية في أولمبياد طوكيو 2021 بالمقارنة باولمبياد ريو 2016، وعلى صعيد اخر تمكنت الاتحادات المختلفة من تنظيم بطولات عالمية ناجحة على أرض مصر مثل بطولات العالم وكأس العالم في الخماسي الحديث، التي حققت نجاح باهر باشادة جميع المشاركين ، مما جعل مصر قبلة لتنظيم البطولات العالمية.
وأوضح العريان، أن الأكاديمية الوطنية للتدريب سوف تعمل بشكل مشترك مع وزارة الشباب والرياضة وشركات الرعاية والاتحادات الرياضية لتحقيق الهدف من المبادرة وهو دعم المواهب وحل المشكلات التي قد تواجههم.
وأعرب العريان عن تقديره واحترامه الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي لتكليفه الأكاديمية الوطنية للتدريب لإطلاق هذه المبادرة، والتي تأتي تأكيدا لدعم القيادة السياسية للرياضة المصرية وللرياضيين المصريين، والتي ستساهم بشكل كبير في دعم المواهب وتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع.
واختتم رئيس اتحاد الخماسي الحديث، حديثه قائلا إن هذا الاهتمام الكبير باللاعبين الموهوبين يعكس رؤية الدولة المصرية في تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع بشكل عام، وتعزيز الانتماء الوطني، وتعزيز مكانة مصر على المستوى الدولي في مجال الرياضة.
ويعتبر «الخماسي الحديث» من الرياضات التي تتطلب العديد من المهارات العالية والقدرات البدنية والعقلية المتميزة، في المبارزة والسباحة وركوب الخيل والرماية والجري، ما يجعله أحد الأهداف الأساسية في المتبادرة الرئاسية لدعم الموهوبين لاستمرار النجاحات التي اللاعبين والاتحاد.
ومن جانبه أشاد ياسر حفني، المستشار الفني ومحلل الأداء للمنتخب المصري للخماسي الحديث ورئيس لجنة اللاعبين بالاتحاد الدولي للعبة، بإطلاق الأكاديمية الوطنية للتدريب “المبادرة الرئاسية لرعاية الموهوبين”، مؤكدا أنها تصب في مصلحة الرياضة المصرية
ويضيف حفني، أن المبادرة والاهتمام الذي أبدأه الرئيس السيسي هما شيء عظيم، وأن تلك المبادرة هي ما تعودنا عليه من الرئيس السيسي، الذي يراقب الواقع بشكل دقيق ويسعى دائما لاتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الدولة والمنظومة الرياضية بشكل خاص.
ويرى حفني أنه من الجميل أيضا في المبادرة إعلان الأكاديمية الوطنية للتدريب عن انتقاء الملتحقين بناء على آليات علمية دولية ومسابقات مفتوحة وعدة اختبارات، ضمانا للشفافية ونزاهة الاختيارات، وكذلك تخصيص ورصد ميزانية لتلك المبادرة… مشيرا إلى أن تحديد المواهب التي تستحق الرعاية يجب أن يتم بناء على بيانات ومؤشرات تساعد على اختيار اللاعب الذي يستحق الدعم والاستثمار في موهبته بشكل صحيح.
وأوضح المستشار الفني ومحلل الأداء للمنتخب المصري للخماسي الحديث، أن مبادرة الرئيس السيسي ليس معناها بأن الدولة مقصرة سواء كانت وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية أو حتى الاتحادات أو شركات القطاع الخاص- التي بدأت الدخول في مجال رعاية الموهوبين، ونحتاج منهم المزيد خلال الفترة المقبلة، ولكن توقيتها مهم، ويأتي استكمالا للجهود التي تبذلها الدولة خلال الفترة الأخيرة، وقال: «الدولة كانت فايقه الفترة الأخيرة» وتحاول قدر المستطاع تلبية احتياجات اللاعبين والاتحادات الرياضية.
ويؤكد المستشار الفني ومحلل الأداء للمنتخب المصري للخماسي الحديث، أن الميدالية الأولمبية تكلفتها عالية جدا، ومع كل المحاولات للتطوير وتنمية المهارات سيكون أي دعم إضافي مفيد، وقال: «إذا كان الدعم الحالي يغطي 10 أو 20 بطلا على سبيل المثال، فبالدعم الإضافي يمكن زيادة رعاية عدد الأبطال الموهوبين ما ينعكس على مستوى الرياضة وعدد الميداليات التي تحققها مصر في مختلف الألعاب».
وأوضح حفني، أن أهمية هذه المبادرة تأتي من خلال العديد من الجوانب، فهي تهدف إلى تحسين مستوى الرياضة في مصر بشكل عام، وتطوير المواهب الرياضية الشابة وتحفيزهم على العمل بجدية واجتهاد لتحقيق النجاح والتميز فيمكن تقديم الدعم اللازم للاعبين (الناشئين والشباب) لأنهم يحققون أيضا ميداليات ويمثلون مصر في مراحل متقدمة… فكل دعم يحصل عليه اللاعبون الموهوبون له مكان لتنمية مهاراتهم.
وأضاف حفني، أن مبادرة دفعة قوية تحفز اللاعبين الذين قد لم يشملهم الدعم المقدم من الدولة بشكل كاف سواء كان من وزارة الشباب والرياضة أو اللجنة الأولمبية أو شركات الرعاية الخاصة، وهي رسالة للموهوبين من الرئيس: «بأن مصر تقدم لأبنائها الموهوبين كل ما تستطيع من الدعم للوصول إلي بإمكانياتهم لأعلى مستوى يليق بتاريخ مصر».
ويرى المستشار الفني ومحلل الأداء للمنتخب المصري للخماسي الحديث، أن «الخماسي لعبة مركبة ومكلفة جدًا (لعبة الرياضي الكامل) فيها ٣ ألعاب من أكثر الألعاب تكلفة لو لتلعبها لوحدها زي الرماية وسلاح الشيش والفروسية، فمهما استطاع الاتحاد أن يوفر رعاة للاعبين وقدرت وزارة الشباب والرياضة من تقديم الدعم في حدود الإمكانيات الاقتصادية التي يمر بها العالم، سنجد اتحاد الخماسي الحديث في احتياج دعم أكبر نتيجة للتكلفة العالية للعبة».
واختتم حفني، حديثة قائلا: «اتحاد الخماسي يعمل بطريقة علمية، وكل ما دخل العلم والبحث العلمي في اللعبة نحتاج أدوات جديدة للاستشفاء وتغذية على أعلى مستوى والمشاركة في أكبر المعسكرات بالعالم، والتعاقد مع أفضل المدربين بكل لعبة فردية.. وهو الأمر الذي يضيف أهمية كبيرة للمبادرة التي أطلقها الرئيس، حيث إن ذلك الدعم سيضيف للعبة والرياضة في مصر، وترتفع جودة التدريب والتأهيل وتنمية مهارات اللاعبين، وكذلك المستوى المعيشي للاعب، بحيث يتم تخصيص جزء من الدعم والرعاية ليشمل راتبًا مناسبًا يوفر حياة كريمة لكل لاعب.